aboali
عدد المساهمات : 309 تاريخ التسجيل : 07/04/2010 العمر : 54
| موضوع: يا مسلم هذه عقيدتك تعال تعلمها 12 الأربعاء مايو 05, 2010 4:20 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الباب الثالث في بيان الشرك والانحراف في حياة البشرية ولمحة تاريخية عن الكفر والإلحاد والشرك والنِّفاق
ويتضمّن الفصول التالية : الفصل الأول : الانحراف في حياة الشعوب . الفصل الثاني : الشرك - تعريفه وأنواعه . الفصل الثالث : الكفر - تعريفه وأنواعه . الفصل الرابع : النفاق - تعريفه وأنواعه . الفصل الخامس : بيان حقيقة كل من : الجاهلية - الفسق - الضلال - الردة : أقسامها ، وأحكامها .
الفصل الأول الانحراف في حياة البشرية
خلق الله الخلق لعبادته ، وهيأ لهم ما يعينهم عليها من رزقه ، قال تعالى : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ . والنفسُ بفطرتها إذا تركت كانت مقرة لله بالإلهية ، مُحبَّةً لله ، تعبدُه لا تُشرك به شيئًا ، ولكن يفسدها وينحرف بها عن ذلك ما يُزيِّنُ لها شياطين الإنس والجن بما يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورًا ، فالتوحيد مركوز في الفطرة ، والشرك طارئ ودخيل عليها ، قال الله تعالى : فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ . وقال - صلى الله عليه وسلم - : كل مولود يُولَدُ على الفطرة فأبواه يُهوِّدانه ، أو يُنصِّرانه ، أو يُمجِّسانه . فالأصلُ في بني آدم : التوحيد .
والدينُ الإسلام ، وكان عليه آدم عليه السلام ، ومن جاءَ بعدَهُ من ذُرّيته قُرونًا طويلة ، قال تعالى : كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ .
وأوَّلُ ما حدثَ الشركُ والانحراف عن العقيدة الصحيحة في قوم نوح ، فكانَ عليه السلام أول رسول إلى البشرية بعد حدوث الشرك فيها : إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ .
قال ابن عباس : كان بين آدم ونوح عليهما السلام عشرةُ قرون ؛ كلهم على الإسلام .
قال ابن القيم ( وهذا القولُ هو الصواب قطعًا ؛ فإنَّ قراءة أُبيّ بنِ كعبٍ - يعني : في آية البقرة - : ( فاختلفوا فبعث الله النبيين ) .
ويشهد لهذه القراءة قوله تعالى في سورة يونس : وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا .
يريد - رَحمهُ الله - أنَّ بعثةَ النبيين سببُها الاختلاف عما كانوا عليه من الدين الصحيح ، كما كانت العربُ بعد ذلك على دين إبراهيمَ عليه السلام ؛ حتى جاء عمرو بن لحي الخزاعي فغيّر دينَ إبراهيم ، وجلبَ الأصنام إلى أرض العرب ، وإلى أرض الحجاز بصفة خاصة ، فعُبدت من دون الله ، وانتشر الشركُ في هذه البلاد المقدسة ، وما جاورها ؛ إلى أن بعثَ الله نبيه محمدًا خاتم النبيين - صلى الله عليه وسلم - فدعا الناس إلى التوحيد ، واتّباع ملَّة إبراهيم ، وجاهد في الله حق جهاده ؛ حتى عادت عقيدة التوحيد وملة إبراهيم ، وكسَّر الأصنام وأكمل الله به الدين ، وأتم به النعمة على العالمين ، وسارت على نهجه القرون المفضَّلَة من صدر هذه الأمة ؛ إلى أن فشا الجهل في القرون المتأخرة ، ودخلها الدخيلُ من الديانات الأخرى ، فعاد الشرك إلى كثير من هذه الأمة ؛ بسبب دعاة الضلالة ، وبسبب البناء على القبور ، متمثلًا بتعظيم الأولياء والصالحين ، وادعاء المحبة لهم ؛ حتى بنيت الأضرحة على قبورهم ، واتخذت أوثانًا تُعبدُ من دون الله ، بأنواع القُربات من دعاء واستغاثة ، وذبح ونذر لمقامهم . وسَموا هذا الشرك : توسُّلًا بالصالحين ، وإظهارًا لمحبتهم ، وليس عبادة لهم ، بزعمهم ، ونسوا أن هذا هو قول المشركين الأولين حين يقولون : مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى .
ومع هذا الشرك الذي وقع في البشرية قديمًا وحديثًا ، فالأكثرية منهم يؤمنون بتوحيد الربوبية ، وإنما يُشركون في العبادة ، كما قال تعالى : وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ . ولم يجحد وجودَ الرب إلا نزرٌ يسير من البشر ، كفرعون والملاحدة الدهريين ، والشيوعيين في هذا الزمان ، وجحودهم به من باب المكابرة ، وإلا فهم مضطرون للإقرار به في باطنهم ، وقرارة نفوسهم ، كما قال تعالى : وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا .
وعقولهم تعرف أن كل مخلوق لا بد له من خالق ، وكل موجود لا بد له من موجد ، وأن نظام هذا الكون المنضبط الدقيق لا بد له من مدبر حكيم ، قدير عليم ، من أنكره فهو إما فاقد لعقله ، أو مكابر قد ألغى عقله وسفه نفسه ، وهذا لا عِبرةَ به . | |
|