aboali
عدد المساهمات : 309 تاريخ التسجيل : 07/04/2010 العمر : 54
| موضوع: يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها 6 الأربعاء مايو 05, 2010 4:02 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ثانيًا : أركان الشهادتين :
أ - لا إله إلا الله : لها ركنان هما : النفي والإثبات :
فالركن الأول : النفي : لا إله : يُبطل الشرك بجميع أنواعه ، ويُوجب الكُفرَ بكل ما يعبد من دون الله .
والركن الثاني : الإثباتُ : إلا الله : يثبت أنه لا يستحق العبادة إلا الله ، ويُوجب العمل بذلك . وقد جاء معنى هذين الركنين في كثير من الآيات ، مثل قوله تعالى : فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى .
فقوله : فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ هو معنى الركن الأول ( لا إله ) وقوله : وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ هو معنى الركن الثاني ( إلا الله ) .
وكذلك قولُهُ عن إبراهيمَ عليه السلام : إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي .
فقوله : إِنَّنِي بَرَاءٌ هو معنى النفي في الركن الأول ، وقوله : إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي هو معنى الإثبات في الركن الثاني .
أركان شهادة أن محمدًا رسول الله : لها ركنان هما قولنا : عبدُه ورسوله ، وهما ينفيان الإفراطَ والتفريط في حقه - صلى الله عليه وسلم - فهو عبده ورسوله ، وهو أكمل الخلق في هاتين الصفتين الشريفتين ، ومعنى العبد هنا : المملوك العابد ، أي : أنه بشرٌ مخلوق مما خلق منه البشر ؛ يجري عليه ما يجري عليهم ، كما قال تعالى : قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ، وقد وَفَّى - صلى الله عليه وسلم - العبوديّة حقَّها ، ومدحه الله بذلك ، قال تعالى : أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ، سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ .
ومعنى الرسول : المبعوث إلى الناس كافة بالدعوة إلى الله بشيرًا ونذيرًا .
وفي الشهادة له بهاتين الصفتين : نفي للإفراط والتفريط في حقه - صلى الله عليه وسلم - فإن كثيرًا ممن يدعي أنه من أمته أفرط في حقه ، وغلا فيه ؛ حتى رفعه فوق مرتبة العبودية إلى مرتبة العبادة له من دون الله ؛ فاستغاث به من دون الله ، وطلب منه ما لا يقدر عليه إلا الله ؛ من قضاء الحاجات وتفريج الكربات . والبعض الآخر جحد رسالته أو فرط في متابعته ، واعتمد على الآراء والأقوال المخالفة لما جاء به ؛ وتعسَّفَ في تأويل أخباره وأحكامه .
ثالثًا : شروط الشهادتين :
أ - شروط لا إله إلا الله :
لا بد في شهادة أن لا إله إلا الله من سبعة شروط ، لا تنفع قائلها إلا باجتماعها ؛ وهي على سبيل الإجمال :
الأول : العلم المنافي للجهل . الثاني : اليقين المنافي للشك . الثالث : القبول المنافي للرد . الرابع : الانقيادُ المنافي للترك . الخامس : الإخلاص المنافي للشرك . السادس : الصدق المنافي للكذب . السابع : المحبة المنافية لضدها وهو البغضاء .
وأما تفصيلها فكما يلي :
الشرط الأول : العلم : أي العلم بمعناها المراد منها وما تنفيه وما تُثبته ، المنافي للجهل بذلك ، قال تعالى : إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ . أي : ( شهد ) بلا إله إلا الله ، ( وهُم يعلمون ) بقلوبهم ما شهدت به ألسنتهم ، فلو نطَقَ بها وهو لا يعلم معناها لم تنفعهُ ؛ لأنه لم يعتقدْ ما تدل عليه .
الشرط الثاني : اليقين : بأن يكون قائلها مستيقنًا بما تدلّ عليه ؛ فإن كان شاكًّا بما تدل عليه لم تنفعه ، قال تعالى : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا . فإن كان مرتابًا كان منافقًا ، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : من لقيتَ وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا قلبه فبشره بالجنة فمن لم يستيقن بها قلبه ، لم يستحق دخولَ الجنَّة .
الشرط الثالث : القبول لما اقتضته هذه الكلمة من عبادة الله وحده ، وترك عبادة ما سواه ؛ فمن قالها ولم يقبل ذلك ولم يلتزم به ؛ كان من الذين قال الله فيهم : إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ . وهذا كحال عباد القبور اليوم ؛ فإنهم يقولون : ( لا إله إلا الله ) ، ولا يتركون عبادة القبور ؛ فلا يكونون قابلين لمعنى لا إله إلا الله .
الشرط الرابع : الانقياد لما دلت عليه ، قال تعالى : وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى . والعروة الوثقى : لا إله إلا الله ؛ ومعنى يسلم وجهه : أي ينقاد لله بالإخلاص له . الشرط الخامس : الصدق : وهو أن يقولَ هذه الكلمة مصدقًا بها قلبُه ، فإن قالَها بلسانه ولم يصدق بها قلبُه كان منافقًا كاذبًا ، قال تعالى : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا إلى قوله : وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ . الشرط السادس : الإخلاصُ : وهو تصفيةُ العمل من جميع شوائب الشرك ؛ بأن لا يقصد بقولها طمعًا من مطامع الدنيا ، ولا رياء ولا سمعة ؛ لما في الحديث الصحيح من حديث عتبان قال : فإنَّ الله حرّم على النار من قال : لا إله إلا الله ، يبتغي بذلك وجه الله [ الحديث أخرجه الشيخان ] . الشرط السابع : المحبة لهذه الكلمة ، ولما تدل عليه ، ولأهلها العاملين بمقتضاها ، قال تعالى : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ . فأهل ( لا إله إلا الله ) يحبون الله حبًّا خالصًا ، وأهل الشرك يحبونه ويحبون معه غيره ، وهذا ينافي مقتضى لا إله إلا الله .
ب - وشروطُ شهادة أنَّ محمدًا رسولُ الله هي :
1- الاعتراف برسالته ، واعتقادها باطنًا في القلب . 2- النطق بذلك ، والاعتراف به ظاهرً باللسان . 3- المتابعة له ؛ بأن يعمل بما جاء به من الحق ، ويترك ما نهى عنه من الباطل . 4- تصديقه فيما أخبر به من الغيوب الماضية والمستقبلة . 5- محبته أشد من محبة النفس والمال والولد والوالد والناس أجمعين . 6- تقديم قوله على قول كل أحد ، والعمل بسنته .
رابعًا : مقتضى الشهادتين :
أ - مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله : هو ترك عبادة ما سوى الله من جميع المعبودات ، المدلول عليه بالنفي ، وهو قولنا : ( لا إله ) . وعبادةُ الله وحده لا شريك له ، المدلول عليه بالإثبات ، وهو قولنا : ( إلا الله ) ، فكثير ممن يقولها يُخالف مقتضاها ؛ فيثبت الإلهية المنفية للمخلوقين والقبور والمشاهد والطواغيت والأشجار والأحجار . وهؤلاء اعتقدوا أن التوحيد بدعة ، وأنكروه على من دعاهُم إليه ، وعابوا على من أخلصَ العبادة لله . ب - ومقتضى شهادة أن محمدًا رسول الله : طاعتهُ وتصديقُهُ ، وترك ما نهى عنه ، والاقتصار على العمل بسنته ، وترك ما عداها من البدع والمحدثات ، وتقديم قوله على قول كل أحد . | |
|